#حكمة_الله
قال ابن القيم رحمه الله:
فما حرم الله على عباده شيئا إلا عوضهم خيرا منه ، کما حرم عليهم الاستقسام بالأزلام، وعوضهم منه دعاء الاستخارة، وحرم عليهم الربا وعوضهم منه التجارة الرابحة، وحرم عليهم القمار، وأعاضهم منه أكل المال بالمسابقة النافعة في الدين بالخيل، والإبل، والسهام ، وحرم عليهم الحرير ، وأعاضهم منه أنواع الملابس الفاخرة من الصوف، والكتان، والقطن، وحرم عليهم الزنا، واللواط، وأعاضهم منها بالنكاح، والتسري بصنوف النساء الحسان وحرم عليهم شرب المسكر ، وأعاضهم عنه بالأشربة اللذيذة النافعة للروح والبدن، وحرم عليهم ساع الات اللهو من المعازف ، وأعاضهم عنها بسماع القرآن، والسبع المثاني، وحرم عليهم الخبائث من المطعومات، وأعاضهم عنها بالمطاعم الطيبات.
ومن تلمح هذا وتأمله هان علیه ترك الهوى المردي، واعتاض عنه بالنافع المجدي، وعرف حكمة الله ورحمته، و تمام نعمته على عباده فيما أمرهم به، ونهاهم عنه، وفيما أباحه لهم، وأنه لم يأمرهم بما أمرهم به حاجة منه إليهم، ولا نهاهم عنه بخلا منه تعالى عليهم بل أمرهم بما أمرهم إحسانا منه ورحمة، ونهاهم عما نهاهم عنه صيانة لهم وحمية.
روضة المحبين ص ١٠-١١



